على اعتبار أنه لا يوجد مجتمع يخلو من مظاهر الصراع والمناهضة والمعارضة فقد كان للجزائر قسط كبير في هذا، فقد قارعت المستعمر الفرنسي قرنا وثلث قرن من الزمن في حروب وثورات وحركات احتجاجية ساخنة عنيفة وسلمية. كُللت بنيل الاستقلال ولكنه مع الاستقلال تفاجئ المواطن بشكل آخر من الواقع وهو الصراع الداخلي بين أبناء المجتمع الواحد في شكل حركات احتجاجية شهدتها الجزائر المستقلة وإلى اليوم مناهضة لنظام السلطة، حركات اختلفت في شكلها وحجمها في قوتها وتوجهها بدءا من أزمة صائفة 1962 بين جيش الحدود وجيش الداخل،

more »

... والى بعدها حركات احتجاجية بمنطقة القبائل إلى حركة بويعلي فالربيع الأمازيغي مرورا باحتجاجات أكتوبر 1988 فإضرابات الفيس 1991 إلى أحداث 2000 بالقبائل مرة أخرى فأحداث غرداية تلتها ثورة الزيت والسكر وصولا إلى حراك 22 فبراير الذي شكل هبّة فريدة من نوعها في الجزائر، إذ نحاول ضمن هذه الورقة سرد هذه الأحداث كصورة حراك جزئي أو عام رافض لوضع ما، وهذا في مسار كرونولوجي مع النظر في أسبابها ومآلها.