أضواء جديدة على طبيعة الثقافة في الرؤية المعرفية الإسلامية

محمود الذوادي
2006 الفكر الإسلامي المعاصر (إسلامية المعرفة سابقا)  
هناك اليوم أكثر من سبب يحفز الباحث في العلوم الاجتماعية على دراسة الثقافة Culture لمحاولة التعمق في فهم طبيعتها وتجلياتها في سلوك الأفراد والمجتمعات. فالحديث عن العولمة عند الخاصة والعامة أصبح موضوع الساعة في بداية القرن الحادي والعشرين.[1] فهناك بالطبع حضور بارز في عالمنا اليوم للعولمة الاقتصادية. ولكن ليس من المبالغة القول بأن أغلبية الناس في القارات الخمس يشعرون بحضور أكبر للعولمة الثقافية؛ فثورتا المعلومات والاتصالات تؤديان -بالتأكيد- دورا حاسما في الازدياد المتواصل لانتشار معالم العولمة
more » ... قافية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. أما على مستوى التخصصات المعرفية في العلوم الاجتماعية، فإن الاهتمام بدراسة الثقافة اليوم يتصدر العديد منها. فقد ظهر حديثا في هذه العلوم ميدان خاص يسمى بالدراسات الثقافية Cultural Studies يركز اهتماماته على دراسة التجليات الثقافية للمجموعات البشرية.[2] وعند التساؤل اليوم عن فرع التخصص الطلائعي في علمي النفس والاجتماع فإننا نجد ،من ناحية، علم النفس المعرفي Cognitive Psychology (ذا العلاقة الوثيقة بالإنسان ككائن ثقافي في المقام الأول) يحظى بمكانة الريادة بين الفروع المتخصصة في علم النفس.[3] ونجد، من ناحية ثانية، فرع علم الاجتماع الثقافي يأخذ اليوم صدارة متزايدة بين علماء الاجتماع.[4] هذه العوامل وحدها تعطي مشروعية للاهتمام بتكثيف دراسة الثقافة والمساهمة بالكشف عن بعض جوانبها التي أغفلتها بحوث العلوم الاجتماعية المعاصرة. وهي جوانب، كما سنرى، ذات أهمية كبرى للقيام بالبحث المتعمق في جوهر الثقافة؛ كبرى ميزات الجنس البشري التي منحته السيادة في هذا الكون. وتطمح هذه الدراسة إلى القيام بما يسمى بالبحث الأساسي Basic Research المتعمق فى جوهر الأشياء وأسسها حول الثقافة، من خلال منظور الرؤية المعرفية (الإيبستيمولوجيا) الإسلامية، وربما تكون الأولى من نوعها في أيامنا هذه التي تطرح مفهوم الثقافة، من خلال منظور معرفي إسلامي يختلف في إيبستيمولجيته عن نظرائه في العلوم الاجتماعية المعاصرة. ولا يكتمل القيام بذلك على أسس متينة ذات مصداقية علمية، دون التعرض إلى مفهوم الثقافة في أدبيات العلوم الاجتماعية الإنسانية الغربية المعاصرة ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
doi:10.35632/citj.v11i42-43.1353 fatcat:g7zbvixtmraelfczbg5wvmbmke