كثيراً ما شدّ انتباهي -في المؤتمرات الفكرية التي حضرتُها- حالةُ الانتشاء بالفكرة والإشادة بها، حتى يخيَّل إليك أن القضيةَ المثارةَ هي المفتاحُ السحري، الذي نبحث عنه منذ زمن بعيد، تتعاقبُ الكلماتُ مستبشرةً وموضحة ومفصلة، بلغةٍ واثقة، ومصطلحاتٍ مثيرةٍ لإعجاب الحاضرين. وبعد أن تتناسل المؤتمراتُ في نفس القضية لفترة من الزمن تبدأ درجةُ الوثوق بها في العَدِّ التنازلي، ويُصرَفُ النظر عنها إلى قضية محورية أخرى تَلْقَى المصيرَ نفسَه. ويجِدُ المتفائلون من أصحاب الفكر، وأمام الحصيلة الهزيلة للفكرة وتفاقم

more »

... لأوضاع التي جاءت لتعالجها، عزاءَهم في قول مالك بن نبي: "أفكاري التي تتداول اليوم في العالَم الإسلامي هي سمادُ الغد." أما المتشائمون منهم فإنهم يختارون قوله الآخر: "أنا متأكد من أنه لا أحد فهم رسالتي."[1] وحتى لو أخذنا بالقول الأول، الذي يحمل شيئا من التفاؤل، فإنَّ الأمرَ مُؤْذِنٌ بإشكال كبير: ما التحديد الزمني لهذا الغد؟ أليس من المثير أن يكتب ابن تيمية مصححاً للعقيدة ويكتب ابن خلدون مؤسساً لعلم العمران ويكتب ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.