يتناول هذا البحث حقيقة الوظيفة الصوتية للجهاز النطقي عند الإنسان بإزاء وظائفه الأخرى، ويناقش فكرة أصالتها في هذا الجهاز أو أنها ناتجة عن تطور في استعماله من قبل الإنسان، حيث يكشف في ثناياه جملة من المغالطات التي حفلت بها أغلب البحوث الغربية والعربية التي تقوم على أساس فكرة تطور وظيفة الجهاز النطقي في الإنسان؛ فهي تعزو وظيفته الأساسية إلى الأكل والشرب والتنفس، أما الوظيفة النطقية فتعدها وظيفة ثانوية طارئة، تكونت في وقت متأخر من نشأة الإنسان بعد أن استطاع بذكائه أن يوظف أعضاء هذا الجهاز في وظيفة

more »

... ديدة يستطيع بها أن يحول أفكاره ومفاهيمه إلى أصوات مختلفة منطوقة تترجم الأفكار الذهنية وترسلها إلى المتلقي. وجذور هذه النظرية غربية؛ نشأت وتبلورت في أوساط الفكر المادي بيد أنها لقيت صدى واسعاً في الأوساط العربية الإسلامية، فأخذت تشيع وتنتشر في الأبحاث العلمية والدراسات الإنسانية وكأنها من المسلمات التي لا مغمز فيها، وهذا ما يؤسف عليه حقاً لأن هذه النظرية منافية للفكر الإسلامي قرآناً وسنةً. وقد تكفل هذا البحث بمناقشة هذه النظرية والوقوف على جوانبها السلبية، ثم رد عليها بجملةٍ من الأدلة النقلية والعقلية ودحضها بمناقشة موضوعية توصل فيها إلى حقيقة وظيفة الجهاز النطقي عند الإنسان التي هي النطق أساساً لا عرضاً، وما التوفيق إلا من عند الله.