يمثل البحث دراسة نظرية لمسلك الاجتهاد الجماعي المعاصر؛ كونه بات ضرورة عصرية في وقتنا الحاضر؛ وذلك للحاجة الملحة لمعرفة حكم الله في النوازل والمستجدات المعقدة والمتتابعة في هذا العصر والتي ليس لها حكم مباشر من النصوص الشرعية، بل يمكن اعتباره من فروض الكفاية التي بها قوام الدين والدنيا، والذي لا يجوز للمسلمين تركه أو التخلي عنه. ويهدف البحث إلى ضبط المراد بمصطلح الاجتهاد الجماعي المعاصر، مع بيان أوجه الشبه والاختلاف بين هذا المصطلح وبين مصطلحي الاجتهاد الفردي والإجماع من حيث المفهوم، والغرض،

more »

... وم والخصوص، والنطاق الذي يشمله كل مصطلح منهما. كما يهدف البحث إلى عرض أهم الإشكالات التي يتعرض لها الاجتهاد الجماعي المعاصر اليوم، والتي قد تعيق تطوره وتحقيق غاياته المنشودة، واقتراح أهم الحلول المناسبة لمعالجة تلك الإشكالات، أو الحد من تأثيرها على نتائج هذا النوع من الاجتهاد. ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث في بحثه هذا؛ إن الاجتهاد الجماعي لا يمكن اعتباره إجماعاً بالمعنى الأصولي، وإنما يمكن اعتباره حجة ظنية، لا يلزم المسلمين اتباعه ويجوز لهم مخالفته الى اجتهاد آخر، وإن إضفاء صفة الإلزامية على قرارات مؤسسات الاجتهاد الجماعي هي من مهمة ولي الأمر، وإن أمر اختيار أهل النظر الاجتهادي وتحديد صفاتهم والشروط الواجب توافرها فيهم، ينبغي أن يكون موكلاً لولي الأمر المسلم.