أن الأمم تتطور بالتعليم والمعرفة التي ترفع من شأن المجتمع بمختلف شرائحه، والعكس يؤدي الى التخلف والتدهور في مختلف القطاعات سواء كانت الاقتصادية او الصحية او الاجتماعية وغير ذلك، فـاذا أخذنا الموضوع من الاسم العام للوزارة : وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فأن النصف الثاني يكاد يكون غير موجود حيث أن البحث العلمي ليس له اي تخصيص مادي وبقي مستنداً الى الإمكانات المادية للأستاذ الجامعي، أما بخصوص النصف الأول من الموضوع، فأن واقع الحال يكشف عن إشكاليات تتعلق بالثالوث المقدس للتعليم وهو (الأستاذ-

more »

... لطالب- المنهج العلمي) حيث تعاني الجامعات في الوقت الحاضر من هذه الإشكالية، وقد زاد الطين بله ظهور الجامعات الأهلية التي تعمل وفق أجنداتها الخاصة. وعليه فقد أُعد هذا البحث لبناء نظام تعليمي خالٍ من الفساد العلمي (دراسة تطبيقية في عينة من كليات التعليم العالي في العراق في أطار البرنامج الحكومي وتوجهات المجلس الأعلى لمكافحة الفساد)، وقد أتبع الباحثان اسلوبين، خُصص أولهما لعرض الاطار الفكري للدراسة عن طريق الاستعانة بالبحوث والدراسات ذات الصلة بموضوع البحث، فيما تناول ثانيهما الجانب التطبيقي والذي تم تنفيذه عن طريق إعداد إستبانة تألفت من جزأين يمثل الجزء الأول معلومات خاصة بالاشخاص من العاملين والكادر التدريسي، أما الجزء الثاني فيتكون من ثلاثة محاور هي (ثالوث التعليم الجامعي/البرنامج الحكومي وتوجهات المجلس الاعلى لمكافحة الفساد، الدراسات العليا/البرنامج الحكومي وتوجهات المجلس الاعلى لمكافحة الفساد، ما يتعلق بذات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/ البرنامج الحكومي وتوجهات المجلس الاعلى لمكافحة الفساد)، وعينة عشوائية قوامها (63) مفردة توزعت على مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بواقع (15) استبانة وجامعة بغداد /الجادرية بواقع (15)استبانة وجامعتي الكوفة والفرات الاوسط بواقع (18) استبانة واخيراً جامعة كربلاء بواقع (15) استبانة، وفي ضوء ذلك جرى جمع وتحليل البيانات واختبار الفرضيات بإستخدام البرنامج الاحصائي (spss). وقد توصل الباحثان الى مجموعة من الاستنتاجات من ابرزها أن ثالوث التعليم العالي (الأستاذ-الطالب-المنهج) لا يزال دون مستوى الطموح، ولم يشار أليه في البرنامج الحكومي ولا يزال فيه الكثير من ملامح الفساد، علماً بأنه ينحني للقرن الماضي ولا يتناسب مع توجهات الدولة الحالية. كما عرض الباحثان مجموعة من التوصيات تجلى اهمها أيلاء الاهمية الكافية لجوهر العملية التعليمية وبالتالي الثالوث المعروف (الأستاذ-الطالب-المنهج) وذلك كخطوة اساسية لاجل الوقوف بوجه الفساد العلمي بكافة اشكاله.