قراءة دلالية في زيارة عاشوراء دراسة في إطار المستويين النحوي والترکيبي

مالک عبدي
Research in Arabic Language  
إنّ زيارة عاشوراء من أهمّ الوثائق السياسية التي ترسم خارطة الطريق الذي يسير عليه کلُّ شيعي ملتزم بمبادئ الحضارة العالميّة التي يتأسّس عليها الفکر الشيعي،بکلّ ما ينطوي عليه من غايات وطموحات. هذه الزيارة تستند إلى أسانيد معتبرة ووثيقة ويُـظَنّ أنّها من ناحية المعصوم أو هي حديث قدسي نزل من عند الله. والمهمّ أنّ فيها حربا وسلاما، وصلحا وانتقاما، وثورة والتزاما. کلّ الخطوط العقدية والحبکة العالقة التي خيطَت فيها، متبلورةٌ من ناحية التصوير الفنّي والدلالي الذي صُمِّمَ فيها، ولاسيّما من الناحيتين
more » ... يبية والنحوية، وقد ساعد بکثير على رسم معالمها الثورية والمفهومية؛ إذ إن فيها قياما وقعودا في حينهما وکشفا وشهودا من الناحية العقديّة والمعرفيّة ولا يتجسّدان إلا أن تَـتمّ إمکانيّاتُ رسمهما بواسطة الإبداعات الفنيّة التي فيها. لقد تمت هذه الدراسة عبر المنهج الوصفي ـ التحليلي، لتتّضح کيف أنّ الزيارة صيغت بصياغةٍ تعبيريّة هادفة، وفيها عيّناتٌ من نحو هذا الکشف المعنوي الذي لا يحصل إلا بالرکون إلى التوظيفات الدلالية التي تجعل المعنى أقرب ما يکون في متناول أيدي القارئين. النتائج تجسّم لنا مواضع من النحو الذي يسهم بشکل فريد في انجذاب المخاطب نحو طوائف من المعاني في الاستعانة بالقُدُرات الإعرابية المتّسعة الدلالة، وتوظيف حروفٍ يکون لها أکبر قدر ممکن من القوّة التعبيرية بتعدديـتها الدلالية، کما تـُرينا أنساقا توظيفية منتظمة يکون المعنى عبرها أقرب منالا إلى ذهن المتلقّي. ويظهر هذا بشکل جلي في أنماط التقديم والتأخير والاستعانة بالوجوه المصدرية ـ الاسميّة بدل التصريح بالوصف والتنويع الترکيبي الهادف في سرد أساليب اللعن. وبالجملة فإنّ أماراتٍ من النَّضْد الترکيبي توجد في الزيارة وتکون أوعى بما تحويه الفکرة من مِرْسَمَات تقريع العدوّ أو إحياء الشريعة أو إثبات الولاء وإظهار البراءة أو ردم الفجوة العقدية التي تعتري صفحات قلوب المُرتابين. ونحن في هذه الدراسة بصدد الکشف عن بعض ملامح هذه الوتيرة الدلالية الحاسمة.
doi:10.22108/rall.2020.123052.1287 doaj:d9e7fc1ec95f4d0cabcfab0c3483cb52 fatcat:aco24mkwsbfvbla3zecfmgikx4