التقانات المسرحية قراءة في شعر يوسف الصائغ

علياء سعدي عبد الرسول
2019 Journal of Education College Wasit University  
ليست من سمة الفنون، في مختلف العصور، الانحسار في قالب حديدي صلب، اذ انّ مزاوجة حية، قد حدثت بين ملامح فنية مختلفة، ولدت نصاً محفزاً يتمكن من احتواء الاندماج وترويضه "فمديونية الفنون (...)، تغيير اتجاه الوعي الادراكي، ومن ثم، توجيه الشعور الواعي بالعالم المادي المحيط بنا" بنظرة اعمق تعالج الرؤى عبر التخلص من قيود متكلسة وبقدر من التكييف الذي لاءم ظرفية التطور. وبازاء هذا التداخل اصبح لزاماً على الشعر، بوصفه الحياة في اتساعها وعمقها وعظمتها، أن يبحث عن نقاط تلاقٍ بينه، وبين الفنون الاخرى، ومنها
more » ... مسرح، ليكون بانورامياً وغنياً ومركباً، وقد لاءم هذا شكل المسرح الجديد الذي انتقل هو الاخر الى فضاءات دينامية منفتحة؛ لأنّ "المسرح واقع حياتي مكثف ومركز واكثر شفافية". ظل المسرح، الحياة ينتقل الى عالم التجسيد المتفرد "عن طريق خلق واقع فني لتتواصل الذوات المختلفة، ويموت فيه الواقع الجامد، وهو رفض للمسرح الطليعي الذي ظل مخلصاً للقالب الموضوعي باقتطاع شريحة حياتية وتقديمها جاهزة من اللمسات الفنية. وهذا ما ولد المال من المسرح. عندها طالب المجددون فيه باستبدال المتعة الملحمية بالمتعة الدرامية، فظهرت المدرسة المسرحية الجديدة التي دافع هيجو عنها، بالترحيب بدخول فنون جديدة ومنها الشعر؛ اذ تضفي على الفكرة شكلاً يزيد من قيمتها، ويصبح المسرح اعلى مكانة. على وفق هذا التأسيس يكون المسرح فضاءً يقطع اشواطاً بعيدة عن التقنين الحياتي، ويصبح منجزاً يستوعب الاحداث في وعي جمالي مخلق في تراكيب مختلفة تخضع لمنطق ابداعي متفرد، يجسد "احساساً جماعياً او قضية جماعية عامة، تهم الجميع وتعني كل الفئات المختلفة"، اذ استثمر "البناء الدرامي ليكون عنصره الاساس، فقام على الانسان والصراع وتناقضات الحياة"، الامر الذي جعله في مستوى العصر المعيش. وقد ظلّل الشاعر يوسف الصائغ شعرهُ بالوان فنون اخرى ومنها المسرح الذي افاد منه في "محاولة اعادة خلق الواقع في الفن وخلق واقع استاتيكي جديد عن طريق التعامل مع الحسيات والمرئيات (...) باستلهام ابعاد الواقع الحسية، ويقدم خلاله دلالاته الفكرية، ورموزه ورؤياه، وتكاد تختفي في الهموم الميتافيزيقية والتطلعات الاشراقية والحدسية. ويتحرك الشاعر في هذا اللون من الشعر ضمن فضاء رقعة الوعي التلقائي غالباً ويلتزم بالكثير من قيم المنطق والعقل، فالعبارة بشكل عام قابلة للادراك والتفسير والتأويل".
doi:10.31185/eduj.vol1.iss1.886 fatcat:grhit74npjhlxhngekbt2ayoge