أمثولات العنصرية اليهودية وتجلياتها في الأدب العبري الحديث
موفق كامل خلف المحمدي
2018
لارك
الـمـقـــدمـة: الحمد للهِ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. وبعد... يُعد الأدب العبري أدب دعائي, ومكرس لخدمة الأهداف السياسية للصهيونية؛ لذا فهو يفتقر إلى الشروط الفنية, التي يجب توفرها في الأعمال الأدبية، وهو أدب عنصري يفتقر إلى الشرط الإنساني, والإبداع الفني, وينضح, كما هو حال الفكر اليهودي, بالكثير من المفاهيم العنصرية من نقاء العرق, والدم, والتفوق الحضاري, والشعب المختار, التي يتعالى اليهود بها على سائر البشر. وبما إنّ الأدب أساس الكشف عن مكنونات الشعوب وتوجهاتها؛ فقد كان
more »
... ذلك هو الدافع لهذه الدراسة؛ للكشف عن نوازع اليهود, وبواطن نفسياتهم, ونظرتهم المتدنية الى الشعوب, وانعكاساتها في نتاجاتهم الأدبية؛ لذا لا بد من تعريف العنصرية, وهي: "كل مجموعة بشرية تتسم طبيعياً بكونها ذات سمات أسمى, وأرقى من غيرها من بني البشر, وعادةً ما تتعلق هذه الصفات بالتكوين الجسمي, والتقدم الحضاري والثقافي, والتطور التكنولوجي, والتمدن, وغيرها, مما يميز هذه الجماعة عن غيرها من البشر, ومن أبرز مذاهب العنصرية, الأيديولوجية النازية في ألمانيا, التي اندثرت, وصارت صفةً للقذف والتشهير؛ بسبب الأهوال التي ارتكبتها النازية الهتلرية, والعنصرية الصهيونية محل البحث([i]). وعموماً, فمن المنطق أن يشعر الإنسان بالتفوق؛ فالشعور بالفخر أمر مشروع وطبيعي، أما الشعور بالتفوق الذي يدفع إلى احتقار البشر, والنظر إليهم نظرة عرقية متدنية؛ فهذا ما يوضح الفرق بين الشعور بالفخر القومي, الذي هو عاطفة من الترابط, والتعاون المثمر, والتواصي بالفضيلة؛ وبين النعرة العنصرية التي هي الإنطواء وراء عرق من النسب يتخيل الإنسان أنّه ينتمي إليه؛ فيدفعه الى إظهار الحقد والإحتقار الى باقي أجناس البشر([ii]), وهو الذي يُسيطر على الأدب العبري، وقد أخذ هتلر عنهم ذلك، أي أن هتلر تلميذ العنصرية الصهيونية!. ويحفل الأدب العبري بالكثير من النتاجات التي تنضح بالعنصرية, ففي قصة "על האדמה הרעה הזאת" "على هذه الأرض السيئة", لـ "עמוס עוז([iii])" عاموس عوز, التي نشرها ضمن مجموعته القصصية "ארצות התן" "أراضي ابن آوى", تلك النظرة والحقد, الذي يكنّه اليهود تجاه شعوب العالم: "בחנוכה כל ילדי ישראל לומדים בכיתה לכעוס על היונים הרשעים, בפורים על הפרסים, בפסח את מצרים, אחד במאי הוא יום ההפגנות נגד אנגליה, בתשעה באב צמים נגד בבל ורומא([iv])" "في الحانوكا يتعلم أولاد إسرائيل الحنق, والحقد على اليونانيين الظالمين, وفي البوريم على الفرس, وفي الفصح يكرهون المصريين, وكما في الأول من مايو هو يوم التظاهرات ضد الإنكليز, وفي التاسع من آب نصوم ضد بابل وروما". [i]))المسيري, د.عبد الوهاب: اليهودي الخالص-الصهيونية والعنصرية, المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت, 1977, ص166. [ii])) ظاظا، د.حسن: أبحاث في الفكر اليهودي، دار القلم، دمشق, ط2، 2002، ص 100-101. [iii])) עמוס עוז, عاموس عوز: من أشهر الأدباء الإسرائيليين المعاصرين, والمعنيين بالصراع العربي الإسرائيلي, ولد في القدس سنة 1939, درس الأدب العبري, والفلسفة في الجامعة العبرية في القدس، ويتنوع نتاجه الأدبي بين القصة القصيرة, والرواية, والرواية القصيرة النوفيلاه "נוולה", والمقال, والشعر، ومن أهم أعماله: "أراضي بن أوى" 1965، و"في مكان آخر" 1966, و"لمس المياه والرياح" 1973, و"صندوق أسود" 1983, و"قصة حول الحب والظلام" 2002, و"زوجي مخائيل"، و"راحة صحيحة"، و"حتى الموت"، و"جبل المكبر"، شارك عاموس عوز في حركة "السلام الآن" للفترة من 1978-1980, تطرقت أعماله الى الكثير من الموضوعات, التي أكسبته شهرة واسعة, وجعلته من الأدباء المميزين في إسرائيل, للمزيد انظر/נא לעיין: (גרנות, משה: שיחות עם סופרים, קווים הוצאת לאור, תל אביב, 2007, עמ" 69-70). [iv])) עוז, עמוס: על האדמה הרעה הזאת, סימן – קריאה, מאי 1977, עמ" 70.
doi:10.31185/lark.vol1.iss32.1252
fatcat:gipsheobbnfy7fyj6fxdbsqexa